الأربعاء، 23 سبتمبر 2009

ستة اشهر

ستة اشهر

ستة اشهر ..وانا منقطعة عن زيارة هذا المكان ..ربما خوفا من زيارته .. فانا مرتعبة من مصارحة نفسى باشياء اتمنى ان تكون حقيقية وصادقة .

ستة اشهر تغيرت فيها ملامح حياتى ..اصابنى الالم والوهن والمرض ...وملائتنى الفرحة والسعادة والسلام ، ستة اشهر وانا مستغرقة فى بحر من الاحاسيس المتناقضة المتصارعة ، ستة اشهر امتلات بالقرارات والنتائج والاستنتاجات ..ولكن النتيجة النهائية لم تعلن بعد .

ستة اشهر كانت كفيلة بأن اغلق هذة المدونة ..واغير عنوانها ..وامحى كل سطر كتبته فيها . فانا لم اعد مغرمة بذلك العمر الافتراضى ، ولا مؤمنة بذلك القلب الحساس ، وكعادتى مازلت اكره الذكريات .

سته اشهر امتلا فيها صندوقى النحاس بكل ما هو جديد ..ولكنى عتقته من كم هائل من قطع الزجاج المكسور الذى امتلا بها ، فاى سكنة للزجاج مع الماس ؟
القيت عنه اوراقا محت حروفها دموعى ، واحرقت كلماتها اشواقى .
كما القيت عنه صورا حملت لى ذكريات لايام اعترف انها كانت جميلة ولكننى اكره الذكريات وبخاصة الجميلة منها ،،،

ستة اشهر وانا بين اشعار نجيب سرور وصوت على الحجار وافلام الكارتون ، ابحث عن عالمى المفقود ، عمرى المسروق الذى ادركت فجأة انه مجرد عمر افتراضى ..وهمى ..تخيلى .اعلم ان الخيال اجمل بكثير من الواقع ، فيه لذة الحلم ومتعة التمرد وسماحة القدر ، ولكن الواقع غالبا ما يقتل كل خيال .

ستة اشهر وانا افكر ..احاول ..اتمرد ...اقاوم... كم من قرارات اخذتها ،وكم من خطط وضعتها ، وكم من احلام حلمتها ...اعترف انى نجحت فى الكثر ولكنى فشلت فى الاكثر .

ستة اشهر زرت فيها حبيبى اكثر من عشر مرات ، نمت فى احضانه وداعبتنى امواجه وسهرنا معا حتى شروق الشمس ..ونعسنا سويا فى احضان الليل ..بكينا وضحكنا ..غنيت له ورقصت امواجه على الحانى ، جلس يحدثنى كعادته ، فانا ادعى انى الوحيدة على ظهر الارض التى تسمع البحر وتفهم لغواه وحديثه ، يشكو لها هم اودعه الناس فى صدره . سمعت شكواه من حبيبته القدرية ، والموسمية وحتى تلك الضحية التى تراقبه من بعيد . بكت بين احضانى القلعة ..وتاوهت الصخور ..واعتذرت الشمس وناج البحر المطر ..وانا بين احضان الطبيعة ستة اشهر افكر من انا من بين حبيبات البحر ؟

ستة اشهر ...وانا اهرب من الماضى ، اتوسل الى المستقبل ان ياتنى بجديد ، اتمسك بامل.. بحلم يقوينى على مرارة الحاضر ، من كثرة بكائى تعلمت الضحك ..ومن فرط بكائى ندرت ادمعى .

ستة شهر خاصمت فيها الورقة والقلم ، كنت اخاف ان اطلق سراحه فيكتب حقائق كنت احاول الهروب منها ، واليوم اخشى انطلاقه عله يكتب قرارات اخشى الا اصمد وانفذها . ولكنى سازيح عن اوراقى الستار فقد هل الشتاء ، وانا اضعف من ان اقاوم الشتاء ولو حتى بحبر القلم .

ستة اشهر ..كانوا اخر اشهر عمرى الافتراضى ، الذى ينتهى هذا العام مع بداية شهر اكتوبر الذى ولد فيه ، ليبدأ عمر جديدا ،حقيقيا واقعيا ، ربما يكون اكثر قسوة ، ولكن يكفى انه حقيقى المه حقيقى كما ان شقائه حقيقى ..مسبب ..مبرر ...منطقى ...شقاء هادف ، والم عضوى منظور معلوم السبب والعلاج ، فقد اقسمت امام البحر والشمس والقلعة والمطر ..اننى لن ارضى ان ابقى العمر كالقلعة على شاطىء البحر اتامل كيف تنام فى احضانه الشمس ، ويهفو ويقفز كى يقبل المطر ، يثور ويجرح الصخرة فتذوب فى غضبه حبا .
لن امضى عمرى حبيبة افتراضية لحبيب تعود ان تقبع الصخور تحت قدميه وتسكن الشموس فى احضانه ويظل هو يوزع بسماته وقبلاته على عشيقات ربما لا يدرك ان من بينهن حبيبة اكتفت ان تجلس امامه لسنون فقط لتنظره وهو يبتسم ويقبل المطر .

الأحد، 15 مارس 2009

على اشعاره اجتمعنا ....وافترقنا ايضا

الوجد يلفحنى ولكنه قدرى .............يا نار لا تخمدى باللفح زيدينى
أنا الظمأ إن شكا العشاق من ظمأ ... شكوت وجدى الى وجدى فيروينى
اتخذت من وحدتى إلفا أحاورة ..........من لوعة القلب ترياقا يداوينى
رافقت حتى الفراق لانه قدرى ............فيا رفاقى رأيت البعد يدنينى
بعدت كى اقترب
وقربت كى ابتعد
يا ويحة المغترب
ما للهوى من بلد
الرائع : نجيب سرور

الثلاثاء، 3 مارس 2009

الشمس ابدا لن تعانق القمر


ارحل عنى .. فأنا لن اشتاق اليك .. لن اتوق اليك .. فهل يشتاق المطر للشتاء .. هل يتوق الطير الى السماء ... هل يفتقد النهر المياه .
انت انا .. تسكن داخلى .. تعيش فيا ..تلازمنى ..
سوف اراك فى قطرات المطر ، فى ليل الشتا ، فى نومى وصحوى ... سوف تظل وحدك ملك الماضى وحقيقة الحاضر وحلم المستقبل .

لن اشتاق اليك فالقمر لايشتاق الى الشمس .. فهو انعكاسا لها .. هو منها . من شعاعها يستمد بريقه .. وفى سمائها يعيش ضيفا ... ولكن الشمس والقمر لايجتمعا فى نهار واحد .. اذ ينبغى ان يموت القمر كى تحيا الشمس ... وان تغرب الشمس حتى ينير القمر .

فكما يسهر كل عاشقان على ضوء القمر .. وكما يشهد ببريقه على كل قصص الحب ... سوف اشهد انا امام السماء والارض ... امام الماضى والحاضر .. ان ذلك القمر الذى تغازلة العيون .. وتحلم لو تمسكة .. لو احتضنته ، لا يملك فى نفسة شيئا .. فهو جسم معتم .. جامد .. قاسى .. موحش .. مظلم .. ولكن الشمس قد احبتة .. فافتقدته بعطفها.. فاضت علية بجمالها .. وهبتة شعاع من بريقها .. فبددت ظلامه .. وصار بدرا جميلا مكتملا تشتهية العيون .

وكما يزداد بريق القمر فى ليالى البرد .. فيتوق الى دفىء الشمس .. ويقضى الليل متلمسا لحظة الفجر .. سوف يتأجج داخلى الشوق اليك كلما اعترتنى رعدة الزمن .. فاتوق الى حضنك .. كى اشعر بالدفىء .. كى اختبأ من المطر .. فالشمس تشرق من يمينك التى هى تحت راسى .. وتغرب من شمالك التى تعانقنى .. فبين ذراعيك الكون كلة من مشارق الشمس الى مغاربها .. بين احضانك ابيت .. حتى يتبدد شتاء الزمن .. وامطار القدر .. ورياح الغدر .
انت شمسى .. انت البريق الذى فى عينى .. انت لمسة الحنان التى يعشقها الناس فى . فى غيابك سوف اسال عنك الكوكب والمجرات .. سوف اسالهم اين شمسى .. فانا فى غيابك محاق .. وفى احضانك بدر .

ولكن ... ترى يا حبيبى هل يجوز للقمر ان يعانق الشمس .. هل للقمر ان يحلم ان يرى نور الصبح .. هل من حقة ان يثور ذات ليلة ويقسم انة لن يظهر فى المساء .. لن يأتى خلسة عندما يخيم الظلام .. هل له ان يكره كونة معتما فى ذاته .. هل يجوز لة ان يتمرد .. ان يعترض .. يشجب .. يصرخ ؟ هل من حقة ان يحلم بالنهار .. ان يعيش فى النور ؟

يا حبيبى ان عانق القمر الشمس .. ان سمح لة القدر ان يلقى شريكة وسر وجودة فى وضوح النهار .. ان جاز لهما ان يعيشا سويا فى افق واحد ... كانا وحدا الدنيا .. قهرا هذة القسمة الارضية السخيفة .. فصار الجميع واحد فيهما .. بلا فوارق ولا عوازل .. بلا موانع او مخظورات .. لذابت الفواصل وسقطت الاختلافات بين الناس .. لتوحدت الشعوب ..

لو جاز للقمر والشمس ان يتعانقا لاضاء الكون كلة بلا ظلمة .. لبقى النهار ابدا ، اذ ذاب فى داخله الليل .. ولكن الله خلق الشمس لضياء النهار .. خلقها كى تمنح الدفىء لكل من يستظل بها .. فهى ليست حكرا على احد .. هى حق الجميع .. هى الدفىء ... هى الحنان .. هى انت ياحبيبى .. فكيف لى ان احلم ان استأثر بك وحدى وانت للناس الحياة .. كيف لى ان افوز وحدى بالدفىء واترك الجميع فى وحشة البرد ورعدة الخطر .

انت الشمس .. وانا القمر .. كتب على ان امضى العمر شاهدا على قصص الحب .. وقبلات العشاق ... ودموع الفراق ... ان اظهر فى الليل خلسة .. واختبأ كلما شق نور الفجر ظلام الليل الدامس . ان اهرب كلما داهمنى نور الواقع وغابت عنى سكرة الليل ونعمة الظلام ...


قدرى ان اظلم بينما الكون ينير .. انام بينما الحياة تستيقظ .. فانا مجرد جسم معتم .. اقترب من الشمس فعكس بصيصا من جمالها .. استدفء بنار لهيبها .. وجاء فى فراقها كى يصبر الناس على غيابها .. ومتى جاءت فلا عازة لة .. انتهى دوره.. انقضى امره.. وحان وقت رحيله .

سوف اعيش واموت احلم ان ارى النهار .. ان يطول الفجر .. ان يدوم الصبح .. فكم اكرة مغيب الشمس .. واعشق شروقها من جديد ..فانا لا احلم ان اراك فى المغيب .. حتى ولو كان مغيبك هو لحظة ميلادى فشروقك لحظات اختضر انا فيها ..ولكنى لا اعبأ بموتى ونهايتى .. فعيناى معلقتان على شمسك تشق الغيم وتهزم الظلام وتعلن بداية الحياة ...اوعدنى ان لا تغيب شمسك ولا ينطفىء بريقك ...فانت النور .. الدفىء ... الامان ..اشرق ... ولا تغيب .. من اجلى ومن اجل كل من يستمد منك الحياه ... ايالك ان تنطفىء .. فانا مازلت اعيش على نورك فحذارى ان تقتلنى مرتين.

واعود احلم ان تعانقنى الشمس وتقبلنى قبلة الحياة وانا على فراش الموت احتضر .... ولكن الشمس ابدا لن تعانق القمر .